..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و﴿حَتَّى﴾ للتعليل، كقولك: أعبد الله حتى أدخل الجنة، لقوله: ﴿إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ وهو استبعاد لاستطاعتهم، كقول الواثق بقوته على قِرنِه: " إن ظفرت بي فلا تُبقِ علي " (١)، وإيذان بأنهم لا [يردونهم] (٢)." (٣) أهـ
وهو بمعناه في (ك) (٤)، قال السعد:
" (وأنهم إلخ) عطف على (دوام) أي: إخبار عن أن الكفار لا ينفكون عن العداوة، حتى يردوا المسلمين عن دينهم.
و﴿إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ استبعاد، يعني: استعمل (إن) مع الجزم بعدم الوقوع إشارة إلى: أن ذلك لا يكون إلا على سبيل الفرض والتقدير، كما يفرض المحال (٥). وهو معنى الاستبعاد." (٦) أهـ
وفي (ش):
" (إخبار إلخ) دفع لما يتوهم من أن: ردهم المغيى به إذا لم يكن واقعا فكيف جعل غاية؟
فأشار إلى: أنه عبارة عن الدوام كقوله: ﴿حَتَّى يلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ (٧)، والتعليق لا يقتضي التحقيق.
وقوله: (﴿حَتَّى﴾ للتعليل) جواب آخر: بأن فعلهم ذلك إن استطاعوا.
_________
(١) أي: مثل قول الواثق بقوته لقرينه في الشجاعة الذي ينازله في القتال: إن ظفرت بي فلا ترحمني، وهو واثق أنه لن يظفر به، فهي للاستبعاد.
(٢) في ب: يرونهم، والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٣) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٧).
(٤) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٩).
(٥) إن الشرطية: هي حرف وضع لمجرد تعليق الجواب على الشرط، فهي لا تدل على معنى في نفسها، ولذلك هي أم الباب، فهي الأصل في أدوات الشرط، فهي لمجرد الشرطية، فلا تشعر بانتفاء الطرفين ولا بنقيضه، نحو: قوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ [الزُّخرُف: ٨١]. ينظر: شرح التصريح (٢/ ٣٩٩)، الكليات - فصل الألف والنون (٢/ ٣٩٩)، فتح رب البرية بشرح نظم الأجرومية (١/ ٢٩٣).
(٦) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٦ / أ).
(٧) سورة: الأعراف، الآية: ٤٠.