..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و(القرن): بكسر القاف: همتا درجتك. (١)
و(لا تُبقِ): من الأفعال، أي: لا ترحم.
وقوله: (وإيذان إلخ): تنصيص بأن الشرط متعلق بـ ﴿حَتَّى يَرُدُّوكُمْ﴾ (٢)." (٣) أهـ
وفي (ز):
" استدل على أن ﴿حَتَّى﴾ للتعليل بـ ﴿إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾، فإنه أورد ﴿إِن﴾ في مقام الجزم بعدم وقوع استطاعة الرد؛ للإشارة إلى أن ذلك طمع فارغ بعيد كل البعد.
والعلة الحاملة على الفعل تكون معلومة الترتب عليه بحسب الوجود، وما يستبعد وقوعه لا يصلح حاملا عليه فظهر أن ﴿إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ يستدعي حمل ﴿حَتَّى﴾ على التعليل، لا الغاية؛ لأن الحمل عليها إنما يحسن فيما لا يكون ترتبه على الفعل بعيدا.
و(القِرن) بالكسر: من يقارن الرجل ويقابله حال المحاربة مماثلا له في الشجاعة (٤).
وقوله: (لا تبق علي) أي: لا ترحمني، أبقيت على فلان: رحمته، لا أبقى الله عليك إن أبقيت علي." (٥) أهـ
_________
(١) في أساس البلاغة - مادة قرن (٢/ ٧٣): " القرن بالفتح: مثلك في السن، وبالكسر: مثلك في الشجاعة."
(٢) ينظر: محاسن التأويل (٢/ ١٠٨)، التحرير والتنوير (٢/ ٣٣١).
وقال الإمام الآلوسي في روح المعاني (١/ ٥٠٤): " وليس متعلقا بـ ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾؛ إذ لا معنى لدوامهم على العداوة إن استطاعوها، لكنها مستبعدة."
وهذا خلاف لما عليه الإمام أبو حيان في " البحر المحيط " (٢/ ٣٩١) حيث قال: " وَأَنَّ قِتَالَهُمْ إِيَّاكُمْ مُعَلَّقٌ بِإِمْكَانِ ذَلِكَ مِنْهُمْ لَكُمْ، وَقُدْرَتِهِمْ عَلَى ذَلِكَ." معنى كلامه أن الشرط متعلق بـ ﴿وَلَا يَزَالُونَ﴾.
وينظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٧٥، الدر المصون (٢/ ٣٩٩).
(٣) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٨ / أ - ب).
(٤) ينظر: تهذيب اللغة - أبواب القاف والراء (٩/ ٨٤)، الكليات - فصل القاف (١/ ٧٢٩)، تاج العروس - مادة قرن (٣٥/ ٥٣٠).
(٥) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٢٢).