عن خباب بن الأرت (١): شكونا إلى رسول الله - ﷺ - ما لقينا من المشركين، وقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا! فقال: قد كان من قبلكم قد يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه." (٢) (٣)
* * * * * * * * * *
_________
(١) خباب بن الأرت: خباب بن الأرتّ بن جندلة بن سعد التميمي، أبويحيى، أو أبو عبد الله، المتوفى: ٣٧ هـ، صحابي، من السابقين، قيل أسلم سادس ستة، وهو أول من أظهر إسلامه. كان في الجاهلية يعمل السيوف بمكة. ولما أسلم استضعفه المشركون فعذبوه ليرجع عن دينه، فصبر، إلى أن كانت الهجرة. ثم شهد المشاهد كلها، ونزل الكوفة فمات فيها وهو ابن ٧٣ سنة. ولما رجع عليّ - رضي الله عنه - من صفين مرّ بقبره، فقال: رحم الله خبابا، أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا. روى له البخاري ومسلم وغيرهما ٣٢ حديثا.
ينظر: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (١/ ١٤٣) [لأبي نعيم الأصبهاني ت: ٤٣٠ هـ، دار السعادة - مصر، ١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م]، صفة الصفوة (١/ ١٦٠) [لأبي الفرج بن الجوزي ت: ٥٩٧ هـ، تحقيق: أحمد بن علي، دار الحديث، القاهرة، ط: ١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م]، الإصابة (٢/ ٢٢١).
(٢) أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " (٥/ ٤٥)، رقم: ٣٨٥٢، كتاب: مَنَاقِبِ الأَنْصَارِ، بَاب: مَا لَقِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ مِنَ المُشْرِكِينَ بِمكَّةَ، [تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط: الأولى، ١٤٢٢ هـ].
وأخرجه الإمام أبو داود في " سننه " (٣/ ٤٧)، رقم: ٢٦٤٩، كِتَاب: الْجِهَادِ، بَاب: فِي الْأَسِيرِ يُكْرَهُ عَلَى الْكُفْرِ، [تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت].
وأخرجه الإمام النسائي في "السنن الكبرى " (٥/ ٣٨٥)، رقم: ٥٨٦٢، كِتَاب: الْعِلْم، باب: الْغَضَب فِي الْمَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ إِذَا رَأَى الْعَالِمُ مَا يَكْرَهُ، [لأحمد بن شعيب النسائي ت: ٣٠٣ هـ، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط: الأولى، ١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م].
وأخرجه الإمام أحمد في " مسنده " (٣٤/ ٥٥١)، رقم: ٢١٠٧٣، من حَدِيث خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وآخرون، مؤسسة الرسالة، ط: الأولى، ١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م].
(٣) صـ (٣١٧) من هذا البحث.


الصفحة التالية
Icon