٤ - موقفه من توجيه القراءات:
* اهتم الشيخ السقا ببيان أوجه القراءات الواردة في الآيات، وكان يذكر اسم صاحب القراءة، ويذكر توجيهها. نحو:
" وقرأ أبو السمال (١): ﴿زَلَلْتُم﴾ (٢) بكسر اللام، وهما لغتان، نحو: ضلَلت وضلِلت." (٣) (٤)
* ﴿وَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾ (٥) " قرأ معاذ بن جبل (٦): (وقضاء الأمر)، على المصدر المرفوع،
_________
(١) أبو السَّمَّال: هو قَعْنَب بْن هلال بْن أَبِي قعنب، أَبُو السَّمَّال العَدويُّ، البصريُّ المقرئ. المتوفى: ١٦٠ هـ. لَهُ قراءة شاذة فِي " الكامل " لأبي القاسم الهذلي، وَفِي غيره، رواها عَنْهُ أَبُو زَيْدُ سَعِيد بْن أوس الأَنْصَارِيّ، وقَالَ الهذلي: إمام فِي العربية. وقال أبو حاتم السجستاني: كان أبو السمال يقطع ليلة قِيَامًا حَتَّى أخذت عَنْهُ هَذِهِ القراءة، ولم يُقرئ الناس بل أخذت عَنْهُ فِي الصلاة، وكان صوّامًا قوّامًا. ينظر: تاريخ الإسلام (٤/ ١٨٧)، غاية النهاية في طبقات القراء (٢/ ٢٧) [لأبي الخير ابن الجزري ت: ٨٣٣ هـ، مكتبة ابن تيمية].
(٢) سورة: البقرة: الآية: ٢٠٩.
(٣) قرأ الجمهور: ﴿زَلَلْتُم﴾ بفتح اللام.
وقرأ أبو السَّمَّال وزيد بن علي وعبيد بن عمير: (زَلِلْتُم) بكسرها، والكسر والفتح فيه لغتان، مثل: ضَلِلْت وضَلَلْت. ينظر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (١/ ٢٨٣) [لابن عطية الأندلسي ت: ٥٤٢ هـ، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى - ١٤٢٢ هـ]، مفاتيح الغيب (٥/ ٣٥٤)، تفسير القرطبي (٣/ ٢٤) [المسمى: الجامع لأحكام القرآن، لمحمد بن أحمد شمس الدين القرطبي ت: ٦٧١ هـ، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية - القاهرة، ط: الثانية، ١٣٨٤ هـ - ١٩٦٤ م]، البحر المحيط (٢/ ٣٤١)، الدر المصون (٢/ ٣٦٢)، فتح القدير (١/ ٢٤٢) [لمحمد بن علي الشوكاني اليمني ت: ١٢٥٠ هـ، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، ط: الأولى - ١٤١٤ هـ].
(٤) صـ (٢٣٣) من هذا البحث.
(٥) سورة: البقرة: الآية: ٢١٠.
(٦) معاذ بن جبل: هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن، المتوفى: ١٨ هـ، كان أعلم الأمة بالحلال والحرام. وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي - صلّى الله عليه وسلم-. أسلم وهو فتى، وشهد العقبة مع الأنصار السبعين. وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله قاضيا ومرشدا لأهل اليمن، ثم كان مع أبي عبيدة بن الجراح في غزو الشام. ولما أصيب أبو عبيدة (في طاعون عمواس) استخلف معاذا. وأقره عمر، فمات في ذلك العام. ومن كلام عمر: " لولا معاذ لهلك عمر" ينوه بعلمه. ينظر: الاستيعاب (٣/ ١٤٠٢)، الإصابة (٦/ ١٠٧).


الصفحة التالية
Icon