وعاصم (١) على أنه من الرجع، وقرأ الباقون على البناء للفاعل بالتأنيث، غير يعقوب (٢) على أنه من الرجوع (٣)، وقرئ أيضا بالتذكير وبناء المفعول." (٤)
* * * * * * * * * *
_________
(١) عاصم: عاصم بن أبي النجود الكوفي، الأسدي بالولاء، أبو بكر، المتوفى: ١٢٧ هـ، أحد القراء السبعة. تابعي من أهل الكوفة. كان ثقة في القراءات، صدوقا في الحديث. قرأ على كل من: " أبي عبد الرحمن السلمي "، و" زر بن حبيش " وأبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني "، وقرأ هؤلاء الثلاثة على: " عبد الله ابن مسعود " - رضي الله عنه -، وتصدر «عاصم» للإقراء مدّة بالكوفة، فقرأ عليه عدد كثير منهم: "شعبة أبو بكر بن عياش"، " وحفص أبو عمرو "، و" حفص بن سليمان بن المغيرة "، و" أبان بن تغلب "، و" حماد ابن سلمة "، و" سليمان بن مهران الأعمش ".
ينظر: غاية النهاية (١/ ٣٤٦)، معجم حفاظ القرآن (١/ ٣٣٠).
(٢) يعقوب: هو يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي، أبو محمد، المتوفى: ٢٠٥ هـ، أحد القرّاء العشرة، عالم النحو، والفقه، والحديث، الحجة الثقة. انتهت إليه رئاسة القراءة بعد «أبي عمرو بن العلاء البصري» وكان إمام جامع «البصرة» سنين، ولقد تتلمذ «يعقوب الحضرمي» على مشاهير علماء عصره، وأخذ عنهم القراءات القرآنية. ينظر: معرفة القراء الكبار (١/ ٩٤)، غاية النهاية (٢/ ٣٨٦).
(٣) - قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وعاصم: ﴿تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾، بضم التاء وفتح الجيم، على أن (رجع) مُتَعَدِّ.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وابن محيصن والمطوعي (تَرجِع) بفتح التاء وكسر الجيم، على بناء الفعل للفاعل، وعلى أن (رجع) لازم، وهي قراءة يعقوب في جميع القرآن.
وقرأ خارجة عن نافع (يُرجَع الأمور) بالياء مضمومة وفتح الجيم مبنيا للمفعول.
ومن قرأ بالتأنيث؛ فإنما هو لجريان جمعِ التكسير مَجْرى المؤنث، ومن قرأ بالتذكير؛ فلأن تأنيثه مجازي.
ينظر: السبعة في القراءات (١/ ١٨١) [لأبي بكر بن مجاهد ت: ٣٢٤ هـ، تحقيق: شوقي ضيف، دار المعارف - مصر، ط: الثانية، ١٤٠٠ هـ]، الحجة للقراء السبعة (٢/ ٣٠٤) [لأبي العلي الفارسي ت: ٣٧٧ هـ، تحقيق: بدر الدين قهوجي، دار المأمون للتراث - دمشق / بيروت، ط: الثانية، ١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م]، المبسوط في القراءات العشر (١/ ١٤٥) [لأحمد بن مِهْران النيسابورىّ، ت: ٣٨١ هـ، تحقيق: سبيع حمزة حاكيمي، الناشر: مجمع اللغة العربية - دمشق، ط: ١٩٨١ م]، معالم التنزيل (١/ ٢٦٩)، المحرر الوجيز (١/ ٢٨٤)، زاد المسير (١/ ١٧٥)، مفاتيح الغيب (٥/ ٣٦١)، تفسير القرطبي (٣/ ٢٦).
وقرأ عيسى بن عمر ويعقوب (يَرجِع الأمور) بفتح الياء وكسر الجيم مبنيا للفاعل.
ينظر: تفسير الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (١/ ٢٥٤) [لمحمود بن عمر الزمخشري ت: ٥٣٨ هـ، دار الكتاب العربي - بيروت، ط الثالثة - ١٤٠٧ هـ]، البحر المحيط (٢/ ٣٤٦).
(٤) صـ (٢٤٨ - ٢٤٩) من هذا البحث.