والخطاب لقريش
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(والخطاب لقريش) في (ز): " قال المفسرون: كانت قريش وحلفاؤهم وهم الحمس يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن أهل الله وسكان حرمه، فلا نخرج من الحرم.
ويستعظمون أن يقفوا بعرفات لكونها من الحل، وكانت سائر العرب تقف بعرفات اتباعا لملة إبراهيم، فإذا أفاضوا أفاضوا من عرفات وأفاض الحمس من المزدلفة، فأنزل الله هذه الآية، وأمرهم أن يقفوا بعرفات، ويفيضوا منها كما يفعله سائر الناس (١).
والمراد بـ ﴿النّاسُ﴾: العرب كلهم غير الحمس (٢).
وفي التيسير (٣): " كان الواقفون بعرفة يفيضون قبل غروب الشمس، وكان الواقفون بمزدلفة يدفعون إذا طلعت الشمس، فردهم الله بنبيه - عليه الصلاة والسلام - إلى ملة إبراهيم - ﷺ - فوقف بعرفة، وأفاض منها بعد غروب الشمس، ودفع من المزدلفة قبل طلوع
الشمس، فنزل القرآن بالإشارة إلى ذلك: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النّاسُ﴾، ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ (٤).
والحمس في الأصل جمع: أحمس، وهو: الرجل الشجاع. والأحمس أيضا: الشديد الصلب في الدين والقتال.
وسميت قريش وكنانة وجديلة (٥) وقيس (٦) حمسا؛ لشدتهم في دينهم، كانوا لا يستفيضون أيام منى، ولا يدخلون البيوت من أبوابها، وكذلك كان من حالفهم، أو تزوج إليهم." " (٧) أهـ
_________
(١) ينظر: تفسير الطبري (٤/ ١٨٤)، تفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٣٥٤)، معالم التنزيل (١/ ٢٣٠)، تفسير القرطبي (٢/ ٤٢٧).
(٢) هذا أيضا أحد الآراء في المراد بالناس، وسيأتي بيان ذلك بالتفصيل.
(٣) يقصد مخطوط: " التيسير في علم التفسير " لعمر بن محمد بن أحمد أبو حفص النسفي، المتوفي: ٥٣٧ هـ.
(٤) سورة: البقرة، الآية: ١٩٨.
(٥) جَدِيلَة: هي قبيلة عربية، يُقَال لَهَا: جديلة هوَازن، وهم عدوان وَفهم ابْنا عَمْرو بن قيس بن عيلان بن مُضر، نسبوا وبنوهم إِلَى جديلة أمّهم، وَهِي بنت مر بن أد، آخت تَمِيم بن مر، تزَوجهَا عَمْرو بن قيس فوُلد لَهَا مِنْهُ عدوان وَفهم. ينظر: الإنباه على قبائل الرواة (١/ ٦٩).
(٦) قيس: قبيلة عظيمة تنتسب الى قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وتشعبت قيس الى ثلاثة بطون: من كعب، وعمرو، وسعد ببنيه الثلاثة. وغلب اسم قيس على سائر العدنانية. ينظر: الإنباه على قبائل الرواة (١/ ٦٤)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (١/ ٤٠٣) [لشهاب الدين النويري ت: ٧٣٣ هـ، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، ط: الأولى، ١٤٢٣ هـ]، معجم قبائل العرب (٣/ ٩٧٢).
(٧) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٤٩٢ - ٤٩٣).


الصفحة التالية
Icon