عن التفسير الصوفي الإشاري، وموقف الثعلبي منه ومنهم عند الحديث عن منهج المصنف في كتابه.
ونخلص من ذلك إلى أن المصنف رحمه الله، وإن كان في غالب أبواب الاعتقاد على مذهب أهل السنة عمومًا إلا أنه في مسائل الصفات كان مؤولًا على طريقة الأشاعرة، لذا يصدق عليه وصف أبي العباس ابن تيمية حين قال: (الثعلبي فيه سلامة من البدع، وإن ذكرها تقليدًا لغيره) (١).
* المطلب الثاني: مذهبه الفقهي:
أبو إسحاق الثعلبي كان شافعي المذهب. ومن أجل ذلك ذكره الذين ألفوا في طبقات الشافعية. فقد ذكره السبكي (٢)، والأسنوي (٣)، وابن قاضي شهبة (٤)، وغيرهم.
يقول الأسنوي: ذكره ابن الصلاح، والنووي من الفقهاء الشافعية.
وقال السبكي لمَّا ترجم له: ومن المسائل عنه: ذهب الثعلبي إلى أنَّ الدم الباقي على اللحم وعظامه غير نجس. قال: لمشقة الاحتراز عنه. قال: ولأن النهي إنما ورد عن الدم المسفوح، وهو المسائل.

(١) مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٨٥).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" ٤/ ٥٨.
(٣) "طبقات الأسنوي" ١/ ١٥٩.
(٤) "طبقات الشافعية" ١/ ٢٠٢ - ٢٠٣.


الصفحة التالية
Icon