في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾.
٢ - تفسير الآية وتوضيح معناها بذكر نظائرها في القرآن:
وهذا كثير إذ يسوق الثعلبي عند تفسيره للآية الآيات الأخرى المشابهة لها، والمتحدة معها في المعنى. فيقول مثلًا كقوله -عَزَّ وَجَل- كذا، أو يقول: دليلها ونظيرها، ونحو ذلك.
ومن الأمثلة عليه:
- عند قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ [البقرة: ٢٣].
ذكر الآيات التي تماثلها من حيث ذكر الجزاء والشرط، فقال: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ﴾ يا معشر الكفار، لفظ جزاء وشرط، ومعناه إذا، لأن الله تعالى علم أنَّهم شاكون، كقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾ وقوله تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾.
- عند قوله تعالى: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ﴾ [البقرة: ١٥٠]. ذكر المصنف قولين في تفسير الآية، ثم بيَّن معنى الحجة وذكر الآيات التي ذُكرتْ فيها الحجة أيضًا فقال: ومعنى الحجة في هذين القولين الخصومة والجدل والدعوى الباطلة. كقوله تعالى: ﴿لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ﴾ أي: لا خصومة. وقوله تعالى: ﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ﴾ و ﴿لِيُحَاجُّوكُمْ﴾ و ﴿تُحَاجُّونَ﴾ و ﴿حَاجَجْتُمْ﴾ كلها بمعنى المخاصمة والمجادلة.