متوافقتان في الإطباق والاستعلاء (١).
- عند قوله تعالى ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ [البقرة: ١٨٤]: قال: فجملة ما ذكرنا من هذِه الأقاويل على قراءة من قرأ ﴿يُطِيقُونَهُ﴾ وهي القراءة الصحيحة التي عليها عامة أهل القرآن، ومصاحف البلدان.
- عند قوله تعالى ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا﴾ [البقرة: ٢٨٣]: قال: قرأ ابن عباس، وأبو العالية، ومجاهد (كتابًا)، وقرأ الآخرون ﴿كَاتِبًا﴾ على الواحد، وهو الاختيار لموافقة المصحف.
- عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ [آل عمران: ١٢١]: قال: قرأ يحيى بن وثّاب (تبوي المؤمنين)، خفيفة غير مهموزة، من أبوي يوبي، مثل: أروى يروي. وقرأ الباقون: مهموزة مشدّدة، يقال: بوأت القوم تبوئة وأبوأتهم آبواء، إذا وطنتهم، وتبؤوا: إذا توطنوا، قال الله تعالى: ﴿أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا﴾، وقال: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾. والتشديد أفصح وأشهر، وتصديقه قوله: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ﴾، وقال: ﴿لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا﴾.
٥ - تضعيفه لبعض القراءات، والتعليل لهذا التضعيف:
قال عند قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [البقرة: ٢٤]: وقرأ الحسن ومجاهد وطلحة (وُقودها) بضم الواو حيث كان، وهو رديء، لأنَّ الوُقود بالضم المصدر، وهو الالتهاب

(١) والأولى ألا يُفاضل بين القراءات المتواترة.


الصفحة التالية
Icon