قيل للحراث: كافر، لأنه يستر البذر في الأرض. قال الله تعالى: ﴿أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ﴾ يعني الزراع، وقيل: للبحر: كافر. ولليل: كافر. وقال لبيد:
حتى إذا ألقَتْ يدًا في كافرٍ... وأجَنَّ عوراتِ الثغورِ ظلامُها
وقال أيضًا:
في ليلةٍ كفرَ النجومَ غمامُها
ومنه المتكفّر بالسلاح، وهو الشاك الذي غطى السلاح جميع بدنه. فسُمِّي الكافر كافرًا، لأنه ساتر للحق ولتوحيد الله -عز وجل- ونعمه، ولنبوة أنبيائه.
- وعند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [آل عمران: ١١] يذكر اختلاف أهل العلم في معنى الدأب، وينقل أكثر من ستة عشر قولًا عنهم، ثم يذكر أصل الكلمة في لغة العرب فقال: وهذا أصل الحرف يقال: دأبت في الأمر أدأب دأبًا، إذا أدمت العمل، وبقيت فيه، وأدأب السير إداباً، ثم نقل معناه إلى الشأن، والحال والعادة، واستشهد على ذلك بقول زهير بن أبي سلمى الشاعر.
- وعند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ﴾ [آل عمران: ١٤] نجده يذكر عن أكثر من أحد عشر عالمًا الاختلاف في معنى المسومة، ومن ذلك قول الحسن قال: هي المسرحة، يقال: سامت الخيل تسوم سومًا فهي سائمة وأسمتها أنا إسامة فهي مسامة وسوّمتها تسويمًا،