الخامس (٤٢٧ هـ).
وهذا يعني أن الثعلبي عاصر الدولة العباسية في أسوأ أيامها، إذ كان عهد الدويلات المتناحرة، وقد أفل الوجود الفعلي، للسلطة العليا. بحيث لم يبق للخليفة العباسي حكم إلا على بغداد وما حولها، إضافة إلى أن الخليفة نفسه صار يتحكم فيه وزراؤه ورؤساء الجند، وقد يعزلونه، أو يقتلونه.
وخرج كثير من البلدان عن حكم الدولة العباسية، فأصبح على كل بلد أمير مستقل بحكمه عن سلطان الخلافة ببغداد، ولم يبق لخلفاء بني العباس إلا الاسم فقط، وأصحاب الأطراف يُقدِّمون للخليفة الدعاء في المساجد معترفين بالسيادة العليا للدولة (١).
ومن أقوى عوامل ضعف الخلافة: اعتماد الخلفاء العباسيين في حكمهم على الأتراك، وكان المعتصم بالله هو أول خليفة أدخل الأتراك واستكثر منهم (٢).
وقد حكم خلال هذِه المدة ثلاثة من خلفاء العباسيين وهم:
١ - الطائع لله (٣٦٣ - ٣٨١).
٢ - القادر بالله (٣٨١ - ٤٢٢).
٣ - القائم بأمر الله (٤٢٢ - ٤٦٧).
وتعد مدتا حكم القادر والقائم هما الأهم في حياة الثعلبي، إذ كان

(١) انظر: "تاريخ الإسلام السياسي" ٣/ ٢٤٧.
(٢) "تاريخ الخلفاء" للسيوطي (ص ٢٥٩).


الصفحة التالية
Icon