ثانيا: الحالة الدينية:
نجد أن الأحوال الدينية قد تأثرت باضطراب الأحوال السياسية، ففي العراق تبنى البويهيون مذهب الرفض، ونشروه بين الناس، وكتبوا لعن الشيخين - رضي الله عنهما - على أبواب مساجدهم، وألزموا الناس بما أحدثوه من بدع في يوم عاشوراء (١).
وجاراهم في ذلك إخوانهم العبيديون، الباطنية، فنشروا البدع، والرفض في مصر والشام، والمغرب العربي، وحاربوا أهل السنة، ونكلوا بهم، فقد أمر نائب دمشق بمغربي فطيف به على حمار، ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر، وعمر - رضي الله عنهما - ثم ضرب عنقه في سنة ٣٩٣ هـ (٢).
أما في بلاد المشرق -خراسان وما جاورها- فالأمر أهون من ذلك، لأن الغزنويين، والسلاجقة من أهل السنة في الجملة، فلم تتأثر تلك البلاد، كما تأثرت البلاد الأخرى، وتولى الرافضة، والباطنية السلطة في بلاد المسلمين كان أمرا طارئا، لم يدم بحمد الله تعالى.
وسيأتي مزيد تفصيل إن شاء الله للحالة الدينية وتأثيرها في المصنف في مبحث عقيدة المصنف ومذهبه.

(١) انظر: "التاريخ الإسلامي" لمحمود شاكر ٦/ ٢١٨ - ٢٢٩.
(٢) انظر: "شذرات الذهب" ٢/ ١٤١.


الصفحة التالية
Icon