يتوافد إليها العلماء باستمرار، حتى اكتسحها المغول (١).
وإذا علمنا أنَّ أبا عبد الله الحاكم لمَّا ألَّف كتابه الكبير "تاريخ نيسابور" ضمَّنه ترجمة (١٣٧٥) عالماً من علماء نيسابور، والواردين عليها، ثم ذكر عبد الغافر الفارسي في "السياق لتاريخ نيسابور" وهو ذيل على "تاريخ نيسابور" ومختصر له، (١٦٩٩) عالماً من علمائها والواردين عليها.
إذا علمنا ذلك اتضح لنا بجلاء مدى ازدهار نيسابور آنذاك بالعلم وأهله، وأنها بحق معقلٌ عظيمٌ من معاقل العلم والعلماء (٢).
المدارس العلمية في نيسابور:
ونتيجة لهذا الوضع العلمي المزدهر، شيِّدت بنيسابور المدارس، التي ضمَّت بين جنباتها العلماء وطلاب العلم. ومن هذِه المدارس:
١ - مدرسة أبي بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغِي (ت ٣٤٢ هـ) المعروفة بدار السُّنَّة (٣).
٢ - مدرسة الدَّاري، وهي دار الحديث التي أنشأها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الدَّاري، الرئيس البسطامي، في الثلث الأول من القرن الرابع الهجري (٤).

(١) "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" (ص ١٤١).
(٢) "الثعلبي ودراسة كتابه" ١/ ١٩.
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي ٤/ ١٥٩.
(٤) "الثعلبي ودراسة كتابه" ١/ ٢٠.


الصفحة التالية
Icon