وقيل معناه: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ أي: ورثة من الذين تركهم، ثم (فسر الموالي) (١)، فقال: ﴿الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ﴾ أي: هم الوالدان والأقربون، يكون (ما) بمعنى (ش)، والوالدان والأقربون على هذا القول هم الوارثون.
﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ﴾ في محل الرفع بالابتداء، والمعاقدة هي المعاهدة بين اثنين (٢)، وقرأ أهل الكوفة: ﴿عَقَدَتْ﴾ خفيفة، بغير ألف (٣)، أراد: عقَدت لهم أيمانكم.
وقرأت أم سعد بنت سعد بن الربيع: (عقَّدت) بالتشديد (٤)، يعني: وثَّقته، وأكَّدته.
أيمانَكُم، الإيمان: جمع يمين، من اليد والقسم، وذلك أنهم كانوا يضربون صفقة البيعة بأيمانهم، فيأخذ بعضهم بيد بعض على

(١) في (م): فسرهم.
(٢) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٥٧٦) (عقد).
(٣) وقرأ أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب: (عاقدت) بالف بعد العين.
(٤) انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ١٥٦)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٤٩.
وهي قراءة شاذة أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٩٣.
وانظر: "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ٣٨٣، ونسبها عبد الفتاح القاضي في "القراءات الشاذة" (ص ٤١) للحسن.
وأم سعد صحابية، استشهد أبوها في أحد، وأمها حمل بها.
ذكرها ابن حجر في "الإصابة" ١٣/ ٢١٨.


الصفحة التالية
Icon