دينه، فيأتي الرجل، لا يملك له ولا لنفسه ضرًا ولا نفعًا، فيقول: والله إنك لذيت وذيت (١) فلعله لا يحلو منه بشيء، ثم يرجع إلى بيته وما معه من دينه شيء، ثم قرأ عبد الله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ﴾ (٢).
﴿بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي﴾ أي: يطهر، ويبرئ من الذنوب، ويصلح ﴿مَنْ يَشَاءُ﴾: من كان أهلًا لذلك، نظيره في النور (٣).
﴿وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ وهو ما يكون في شق النواة (٤)، وقيل: هو ما

(١) قوله: لذيت وذيت: من ألفاظ الكنايات، بمعنى: كيت وكيت.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٤٦٣.
(٢) [١١٦٧] الحكم على الإسناد:
إسناده صحيح.
وفي إسناده ابن شنبة مجهول الحال، وابن عمران، لم أجده.
التخريج:
أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٢٨، وأحمد في "المسند" ٤/ ٩٩، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٤٨٣، وهناد في "الزهد" ٢/ ٥٥ (١١٥٣)، وابن المبارك في "الزهد" (ص ٢٩) (٣٨٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٣/ ٢٢٧ (٤٨٧٣)، من طرق عن قيس بن مسلم عن طارق عن ابن مسعود.
(٣) في قوله سبحانه: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ [٢١].
وهو قول ابن عباس، في رواية، وقول عطاء، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد.
(٤) انظر: أقوالهم في "جامع البيان" للطبري ٥/ ١٢٩، وقول الحسن، وعكرمة، وعطية العوفي، كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٩٧٣، وهو قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٢٩ والوجه الثاني في معنى ﴿فَتِيلًا﴾ هو رواية =


الصفحة التالية
Icon