وضع إلى جنب قبره مرتين، أو ثلاثاً، فلما رأى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأرض لا تقبله، أخذوا رجله فألقوه في بعض تلك الشعاب، فأنزل الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ﴾ الآية.
وقال الحسن: أما ما ذلك ألا تكون الأرض تُجِن من هو شر منه، ولكن وُعِظَ القوم أن لا يعودوا (١).
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ أي: إذا سرتم في الأرض مجاهدين، ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ حتى تعرفوا المؤمن من الكافر، ومن قرأ بالتاء والثاء (٢)، أي: قفوا حتى تعرفوا المؤمن من الكافر.
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ لأن تحية المؤمن السلام بها يتعارفون، وبها يحيى بعضهم بعضاً، قال ابن سيرين: إنما هو السلام؛ لأنه سلم عليهم رجل فقتلوه (٣)، ومن قرأ: (السلم) (٤)
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٢ عن ابن عمر، مع اختلاف في الألفاظ، وفيه أن الرجل المقتول اسمه عامر بن الأضبط، والقاتل علم بن جثامة.
(٢) أي: (فتثبتوا)، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وخلف، من التثبت، وقرأ باقي العشرة: ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ بالباء، والنون من البيان.
انظر: "الحجة" لابن زنجلة (ص ٢٠٩)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥١.
(٣) لم أجده.
(٤) في هامش (م): قرأ نافع، وابن عامر، وحمزة: (السلم) بغير ألف، وكذلك أبو جعفر، وخلف، والباقون بإثبات الألف.