الباقون: ﴿قِيَامًا﴾ (١)، وأصله: قوام، فانقلبت الواو ياء، لانكسار ما قبلها مثل صيام، ونيام (٢).
وهن جميعا ملاك الأمر، وما يقوم به الأمر، يقال: فلان قوام أهل بيته، وأراد هنا: قوام عيشكم الذي تعيشون به.
وقال الضحاك: به يقام (٣) الحج، والجهاد، وأعمال البر، وبه فكاك الرقاب من النار.
وقال بعضهم: معناه: أموالكم التي تقومون بها قيامًا.
﴿وَارْزُقُوهُمْ﴾ أي: أطعموهم، ﴿وَاكْسُوهُمْ﴾ لمن يجب عليكم رزقه ويلزمكم نفقته، والرزق من الله عز جل: العطية غير محدودة، ومن العباد: الأجر (٤) الموظف لوقت محدود، يقال: رزق فلان عياله كذا وكذا، أي: أجرى عليهم، وإنما قال ﴿فِيهَا﴾ ولم يقل: منها؛ لأنه أراد: اجعلوا لهم فيها رزقًا، كأنه أوجب عليهم ذلك (٥).
﴿وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ عِدَةً جميلة، وقال عطاء: قولوا لهم قولا معروفًا: إذا ربحت أعطيتك كذا، وإن غنمت من غزاتي جعلت لك
(٢) في (م): قيام.
(٣) في (م): قوام، وفي "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٨٦٤، بمعنى هذا الأثر عن الضحاك، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ١٦٤.
(٤) في (م)، (ت): الإجراء.
(٥) انظر: "الوسيط" للواحدي ٢/ ١٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ٣٢.