سورة النساء
قال الإمام الثعلبي رحمه الله تعالى:
سورة النساء مدنية.
(﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
هذه السورة مدنية) (١)، وهي ستة عشر ألفًا وثلاثون حرفًا. وثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون كمة، ومائة وست وسبعون آية (٢).

(١) في (م): بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، عونك اللهم وتيسيرك، وفي (ت) البسملة فقط.
وقول المصنف رحمه الله: إنها مدنية. هو الصحيح؛ لقول عائشة رضي الله عنها: ما نزلت سورة البقرة والنساء إلَّا وأنا عنده. تعني رسول الله - ﷺ -، أخرجه البخاري في فضائل القرآن (٤٩٩٣)، ولا خلاف بين أهل العلم أن النبي - ﷺ - إنما بنى بعائشة رضي الله عنها في شوال من السنة الثانية في المدينة، وأما نزول قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: ٥٨] في مكة عام الفتح فلا يقدح في كون السورة مدنية كلها؛ لأن الصواب أن ما نزل بعد الهجرة فهو مدني.
انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ١، "الإتقان" للسيوطي ١/ ٥١.
(٢) هذا في العد الكوفي، أما في العد الشامي: فمائة وست وسبعون، وفي البصري، والمكي، والمدني: مائة وخمس وسبعون.
انظر: "مصاعد النظر" للبقاعي ٢/ ٨٧، "شرح المخللاتي على ناظمة الزهر" للشاطبي (ص ١٨١).


الصفحة التالية
Icon