"لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعقبى غادر، وما الرجل بمسلم" فمر بسرح المدينة، فاستاقه، وانطلق، وهو يرتجز، ويقول:
باتوا نيامًا وابن هندٍ لم ينم
بات يقاسيها غلام كالزُّلم
خدَلَّج الساقين خفَّاق القدم
قد لفَّها الليل بسوَّاقٍ حطم
ليس براعي إبلٍ ولا غنم
ولا بجزارٍ على ظهر الوضم
هذا أوان الشدِّ فاشتدي زيم (١)
فلما كان في العام القابل، خرج حاجًّا في حجاج بكر بن وائل من اليمامة، ومعه تجارة عظيمة، وقد قلدوا الهدي، فقال المسلمون للنبي

(١) انظر: "البيان والتبيين" للجاحظ ٢/ ٣٠٨، "الأغاني" لأبي الفرج ١٤/ ٤٤، "الحماسة" لأبي تمام ١/ ١٨٤، "جامع البيان" للطبري ٦/ ٥٨، "لسان العرب" لابن منظور (حطم)، ورواية المصنف للأبيات فيها تقديم، وتأخير وقد اختلف في قائل الأبيات على أقوال، فقد قيل: إن القائل هو رشيد بن رميض، وقيل: الأغلب العجلي، وقيل: الأخنس بن شهاب، وقيل: جابر بن حني التغلبي.
انظر: "سقط اللآلئ" للميمني (ص ٧٢٩).
وقوله كالزلم بضم الزَّاي، أو فتحها، مفرد الأزلام، وهي أقداح الميسر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (زلم).
وقوله: خدلج الساقين؛ أي: ممتلئ الساقين.
وقوله: الوشم، هو ما يوضع تحت اللحم عند تقطيعه، من خشب أو غيره.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (وضم).
وقوله زيم: اسم للفرس.


الصفحة التالية
Icon