ما بقي (١).
﴿إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ يعني: إلَّا ما أدركتم ذكاته من هذِه الأشياء، والتذكية: تمام فري الأوداج، وإنهار الدم (٢)، ومنه الذكاء في السنن، وهو أن يأتي على قروحه سنة (٣)، وذلك تمام استكمال القوة، ومنه المثل السائر: جري المذكيات غلاب (٤)، وقال الشاعر (٥):

يفضله إذا اجتهدوا عليها تمام السنن منه والذكاءُ
ومنه الذكاء في الفهم، إذا كان قام العقل، سريع القبول، وتقول: ذكيت النَّار إذا أتممت إشعالها، فمعنى قوله ﴿ذَكَّيْتُمْ﴾ أي: أدركتم ذكاته على التمام.
وقال ابن عباس، وعبيد بن عمير: إذا طرفت بعينها، أو مصعت
(١) في (ت): منه. والأثر أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٧٢.
(٢) "لسان العرب" لابن منظور (ذكى).
(٣) هذا قول الخليل، كما في "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١٤٦، والمراد من العبارة: الفرس الذي يأتي بعد تمام القروح بسنة.
(٤) ذكر هذا المثل الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ١٤٦، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ٥٢.
(٥) هو زهير بن أبي سلمى، والبيت في "ديوانه" (ص ٦٩)، "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١٤٦، "معاني القرآن" للنحاس ٢/ ٢٥٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٦/ ٥٢.


الصفحة التالية
Icon