﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ﴾ قال بعضهم: هو جمع، واحدها نصاب، وقيل: هو واحد، وجمعه أنصاب مثل عنق، وأعناق (١).
وقرأ الحسن بن صالح، وطلحة بن مصرف (النصب) بجزم الصاد، وروى الحسين بن علي الجعفي عن أبي عمرو (النصب) بفتح النون، وسكون الصاد، وقرأ الجحدري بفتح النون والصاد، وجعله أسمًا موحدًا كالجبل، والجمل، والجمع أنصاب، كالأجمال، والأجبال، وكلها لغات (٢)، وهو: الشيء المنصوب، ومنه قوله: ﴿كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ (٣).
واختلفوا في معنى النصب هاهنا، فقال مجاهد، وقتادة، وابن جريج: كانت حول البيت ثلاثمائة وستون حجرًا، كان أهل الجاهلية يذبحون لها (٤)، ويشرحون اللحم عليها، وكانوا يعظمون هذِه الحجارة، ويعبدونها، ويذبحون لها، وكانوا مع هذا يبدلونها،

= الشيخين، ولفظه: "أتريد أن تميتها موتات؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها".
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" ٩/ ٢٨٠ عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا، وسنده صحيح.
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١٤٦.
(٢) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (نصب)، ولم يثبت هنا من هذِه اللغات قراءة متواترة إلَّا قراءة ﴿النُّصُبِ﴾ بضم النون والصاد، أما في موضع المعارج ففيه وجهان متواتران.
(٣) المعارج: ٤٣.
(٤) في (ت): عليها.


الصفحة التالية
Icon