قطرب: معناه ﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ﴾ أي: لأجلها، (على) بمعنى اللام وهما يتعاقبان في الكلام (١)، قال الله تعالى: ﴿فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩١)﴾ (٢) أي: عليك، ﴿وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾ (٣) أي: فعليها.
﴿وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا﴾ معطوف على ما قبله، و ﴿أَن﴾ في محل الرفع، أي: وحرم عليكم الاستقسام ﴿بِالْأَزْلَامِ﴾ والاستقسام: طلب القسم، والحكم من الأزلام (٤)، وهي القداح التي لا ريش لها، ولا نصل، واحدها زلم مثل عمر، وزلم مثل قلم، قال الشاعر:

فلئن جذيمة قتَّلت سراوتها فنساؤها يضربن بالأزلامِ (٥)
(وكان استقسامهم بالأزلام) (٦) على ما ذكره المفسرون أن أهل الجاهلية كان أحدهم إذا أراد سفرًا، أو غزوًا، أو تجارة، أو غير ذلك ضرب بالقداح، وكانت قداحًا مكتوبة على بعضها (نهاني ربي)، وعلى بعضها (أمرني ربي)، فإن خرج الآمر مضى لأمره وإن خرج الناهي أمسك (٧).
(١) انظر: في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٦/ ٥٧.
(٢) الواقعة: ٩١.
(٣) الإسراء: ٧.
(٤) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (قسم).
(٥) لم أعرف قائله.
(٦) من (ت).
(٧) هذِه عبارة الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٧٦، مع تصرَّف يسير.


الصفحة التالية
Icon