﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ نزلت هذِه الآية يوم الجمعة، وكان يوم عرفة، بعد العصر فِي حجة الوداع، سنة عشر، والنبي - ﷺ - واقف بعرفات على ناقته العضباء، فكادت عضد الناقة تندق، من ثقلها فبركت (١).
وقال طارق بن شهاب: جاء رجل من اليهود إِلَى عمر بن الخطاب فقال له: آية تقرءونها، لو علينا نزلت وعلمنا ذلك اليوم لاتخذناه عيدًا. فقال له أية آية؟ فقال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ فقال عمر: قد علمت فِي أي يوم نزلت، وفي أي مكان، إنها نزلت يوم عرفة، يوم جمعة، ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقوف بعرفات، وكلاهما - بحمد الله- لنا عيد، ولا يزال ذلك اليوم عيدًا للمسلمين ما بقي منهم أحد (٢).
وقال ابن عباس: كان ذلك اليوم خمسة أعياد، جمعة، وعرفة، وعيد اليهود، والنصارى، والمجوس، ولم تجتمع أعياد أهل الملل فِي يوم قبله، ولا بعده (٣).

(١) ذكر ذلك الواحدي فِي "تفسيره" ٢/ ١٥٣، وفي "أسباب النزول" (ص ١٩٢) بدون إسناد، وأخرجه الطبري بمعناه عن أسماء بنت يزيد ٩/ ٥٢٩ (١١١٠٧).
(٢) أخرجه أَحْمد فِي "المسند" ١/ ٢٨ (١٨٨)، والبخاري فِي كتاب التفسير، باب قوله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ (٤٦٠٦)، وفي مواضع أخرى، ومسلم كتاب التفسير (٣٠١٧)، والنَّسائيّ فِي التفسير ١/ ٤٢٦ (١٥٧)، وغيرهم من طريق طارق بن شهاب به.
وقد ذكر ابن حجر، "فتح الباري" ٨/ ١٢٠ أن الرَّجل اليهودي الذي جاء إِلَى عمر هو كعب الْأَحبار، حيث ورد اسمه مصرحًا فِي رواية أخرى أخرجها الطبراني فِي "المعجم الأوسط" ١/ ٢٥٣ (٨٣٤).
(٣) ذكره البَغَوِيّ فِي "معالم التنزيل" ٣/ ١٣.


الصفحة التالية
Icon