واختلف العلماء فِي حكم الآية، فقال قوم: هذا من العام الذي أريد به الخاص، والمجمل الذي وكل بيانه إِلَى رسول الله - ﷺ -، ومعنى الآية: إذا قمتم إِلَى الصلاة، وأنتم على غير طهر، يدل عليه:
ما روي عن عكرمة أنَّه سئل عن هذِه الآية، وقيل: أفكل ساعة نتوضأ؟ فقال: إن ابن عباس قال: لا وضوء إلَّا من حدث (١).
وقال الفضل بن المبشر (٢): رأيت جابر بن عبد الله يصلي الصلوات بوضوء واحد، فإن بال أو أحدث توضأ، ومسح بفضل طهوره الخفيْن، فقلت أشيء تصنعه برأيك؟ فقال: بل رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنعه، فأنا أصنع كما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع (٣).
وروى محارب بن دثار عن ابن عمر أن رسول الله - ﷺ - صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء بوضوء واحد (٤).

(١) أخرجه الطبري فِي "جامع البيان" ٦/ ١١٠.
(٢) الأَنْصَارِيّ، أبو بكر المدنِيُّ، روى عن جابر، وسالم، كان ضعيفًا، عامة أحاديثه لا يتابع عليها. انظر: "تهذيب التهذيب" لابن حجر ٣/ ٣٩٥، "تقريب التهذيب" لابن حجر (ص ٧٨٤)، وقال: فيه لين.
(٣) أخرجه ابن ماجه كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء لكل صلاة والصلوات كلها بوضوء واحد (٥١١)، والطبري فِي "جامع البيان" ٦/ ١١٢ من طريق زياد البكائي قال: حدثنا الفضل بن المبشر قال: رأيت جابر بن عبد الله.. فذكره.
وفيه زياد البكائي، فِي حديثه عن غير ابن إسحاق لين، وكذلك الفضل ضعيف، كما تقدم.
(٤) أخرجه الطبري فِي "جامع البيان" ٦/ ١١٤، وفي إسناده الحكم بن ظهير الفزاري، لا يحتج به، قال فِي "تقريب التهذيب" لابن حجر (ص ٢٦٢): متروك، رمي بالرفض، واتهمه ابن معين. =


الصفحة التالية
Icon