قال ابن عباس: ﴿قَاسِيَةً﴾ يابسة، وقيل: غليظة، لا تلين، وقيل: متكبرة، لا تقبل الوعظ، وقيل: ردية فاسدة، من الدراهم القسية، وهي الردية المغشوشة.
﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ قراءة العامة بغير ألف، وقرأ السلمي، والنخعي (الكلام) بالألف (١)، ﴿وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ وتركوا نصيب أنفسهم مما أمروا به من الإيمان بمحمد، وبيان نعته، ﴿وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ﴾ يا محمد ﴿عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ﴾ اختلفوا في الخائنة:
فقال المبرد: هي مصدر (٢)، كالكاذبة، واللاغية.
وقيل: هي اسم، كالعافية، والعاقبة (٣).
وقيل: هي بمعنى الفاعلة، والهاء فيها للمبالغة (٤)، مثل راوية، وعلامة، ونسابه.
قال الشاعر:

= ﴿قَاسِيَةً﴾، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥٤، وأما قراءة الأعمش فهي شاذة، ليس عليها العمل.
(١) على الإفراد، فأتبعها ﴿مَوَاضِعِهِ﴾ فقرأها بالإفراد أيضًا، وهي قراءة شاذة.
(٢) انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٣٨).
(٣) أي: على فرقة خائنة.
وهو قول الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ١٦٠، والطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٣١.
(٤) أي: على خائن منهم، والهاء للمبالغة، وهذا قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٥٨.


الصفحة التالية
Icon