آخر من ارتد، وادعى النبوة في حياة رسول الله - ﷺ - وأول من قوتل بعد وفاة رسول الله - ﷺ - من أهل الردة، فعسكر بسميراء (١)، واستكثف أمره، فبعث إليه أبو بكر خالد بن الوليد، فهزمهم خالد بعد قتال شديد، وأفلت طليحة، فمر على وجهه هاربًا نحو الشام، فلجأ إلى بني جَفْنَة (٢) فأجاروه، ثم إنه أسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه، فهذِه الثلاثة الذين ارتدوا على عهد رسول الله.
وأما السبعة الذين ارتدوا بعد وفاة رسول الله - ﷺ - في خلافة أبي بكر، فإنه لما مات رسول الله - ﷺ - شمتت اليهود والنصارى، وأظهر النفاق من كان يخفيه، وماج الناس، وكثر القيل والقال، وارتدت العرب على أعقابها، فارتدت فزارة، وراسوا عليهم عيينة بن حصن ابن بدر، وارتدت غطفان، وأمروا عليهم قرة بن سلمة القشيري (٣)، وارتدت بنو سليم، ورأسوا عليهم الفجاءة (٤) بن عبد ياليل،

(١) بفتح السين، وكسر الميم، في آخرها همز، منزل بطريق مكة من جهة نجد، حوله جبال- وآكام سود.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٣/ ٢٥٥.
(٢) قبيلة عربية ينتسبون إلى جفنة بن عمرو، من الأزد، وكانوا ملوك الشام.
انظر: "جمهرة النسب" للكلبي (ص ٣٣١).
وانظر خبر ارتداد طليحة في "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ٣/ ٢٥٦ وما بعدها.
(٣) قرة بن هبيرة بن سلمة بن قشير، كما في "تاريخ الطبري" ٣/ ٢٥٩.
(٤) واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف، كما في "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ٣/ ٢٦٤.


الصفحة التالية
Icon