حركتها إلى فاء الفعل، وهي الثاء، فصار مثوبة، مثل معونة، ومغوثة، ومقولة (١).
﴿عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ﴾ يجوز أن يكون محل "من" خفضًا على البدل من قوله ﴿بِشَرٍّ﴾، أو على معنى لمن لعنه الله، ويجوز أن يكون رفعًا على إضمار هو، ويجوز أن يكون نصبًا على إيقاع ﴿أُنَبِّئُكُمْ﴾ عليه (٢).
﴿وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ﴾ والقردة أصحاب السبت والخنازير كفار أهل مائدة عيسى -عليه السلام-.
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المسخين كليهما من أصحاب السبت، فشبانهم مسخوا قردة، ومشايخهم مسخوا خنازير (٣).
﴿وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾ فيه عشر قراءات:
﴿وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾ بفتح العين، والباء، والتاء على الفعل، وهي قراءة العامة، بمعنى: وجعل منهم من عبد الطاغوت، وتصديقها قراءة ابن مسعود (ومن عبدوا الطاغوت)، وقرأ يحيى بن وثاب، وحمزة ﴿وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾ بفتح العين، وضم الباء، وكسر التاء (٤)،

(١) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٧٠، "جامع البيان" للطبري ٦/ ٢٩٢.
(٢) أي: يجعل قوله ﴿أُنَبِّئُكُمْ﴾ عاملًا في ﴿مِنْ﴾، وانظر: هذِه الأوجه في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٣١٤، "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١٨٧، "جامع البيان" للطبري ٦/ ٢٩٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ٥٥٧، وقد أجاد.
(٣) الأثر لم أجده.
(٤) هاتان القراءتان هما المتواترتان فقط، وما عداهما فشاذ. =


الصفحة التالية
Icon