وقال بعضهم: نزلت هذِه الآية في أهل الأهواء، قال أبو جعفر الرازي دخل على صفوان بن محرز شاب من أصحاب الأهواء، فذكر شيئًا من أمره، فقال صفوان: ألا أدلك على خاصة الله، التي خص بها أولياءه؟ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ (١).
وقال الضحاك: عليكم أنفسكم إذا اختلفت الأهواء، ما لم يكن سيف أو سوط (٢).
وقال سعيد بن جبير: نزلت هذِه الآية في أهل الكتاب يعني ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ﴾ من أهل الكتاب (٣).
وقال الكلبي (٤) عن أبي صالح (٥)، عن ابن عباس: أن رسول الله

= وله شاهد آخر من طريق الأعمش عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود مرفوعًا بنحوه، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ١٠/ ١٨٢ (١٠٣٩٤)، وسنده صحيح، رجاله ثقات.
فالحديث يصح بهذِه الشواهد.
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٩٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١٢٢٦، وفيه بيان: الواسطة بين أبي جعفر، وصفوان، وهو الربيع بن أنس.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٩٧ عن الضحاك، عن ابن عباس، دون قوله: إذا اختلفت الأهواء.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٩٩، وابن المنذر، وعبد بن حميد، وأبو الشيخ، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ٦٠١.
(٤) متهم بالكذب، ورمي بالرفض.
(٥) ضعيف، يرسل.


الصفحة التالية
Icon