تأكلوا ﴿مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾: من الذبائح ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾.
قرأ الحسن وأبو رجاء والأعرج وقتادة والجحدري وطلحة ومجاهد وحميد وأهل المدينة: بالفتح فيهما (١) على معنى: فصَّل الله ما حرَّمه عليكم لقوله: ﴿اسْمُ اللَّهِ﴾ جرى ذكره تعالى.
وقرأ ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو: بضمهما؛ على غير تسمية الفاعل لقوله: ﴿ذُكِرَ﴾ (٢).
وقرأ أصحاب عبد الله وأهل الكوفة: ﴿فَصَلَ﴾ هو بالفتح، ﴿حَرَّمَ﴾ بالضم (٣).
وقرأ عطية العوفي: (فَصَلَ) مفتوحًا خفيفًا، يعني: قطع الحكم فيما حرم عليكم (٤)،
وهو ما ذكر في سورة المائدة (٥) قوله (٦): ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ﴾: الآية ﴿إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾: من هذِه الأشياء، فإنه حلال لكم (٧) عند
(٢) "النشر" ٢/ ٢٩٦.
(٣) "البحر المحيط" ٤/ ٢١٤.
(٤) "القراءات الشاذة" (٤٠)، "معاني القرآن" للنحاس (٤٨٠).
(٥) قال القرطبي معلقًا: هذا فيه نظر؛ فإن الأنعام مكية، والمائدة مدنية، فكيف يحيل بالبيان على ما لم ينزل بعد، إلا أن يكون فصل بمعنى يفصل. والله أعلم. "الجامع" ٧/ ٧٣.
(٦) ليست في (ت).
(٧) في (ت): عليكم.