"إنَّ الله تعالى خَلَقَ خلقه من ظلمةٍ، ثم ألقى عليهم (١) من نُوره، فمن أصابه يومئذٍ من ذلك النور اهتدى، ومَن أخطأه ضلَّ" (٢).
﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾
قال قطرب: هو مختصر -يعني: ﴿ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بعد هذا البيان ﴿بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾: الأوثان -أي: يشركون، وأصله من مساواة الشيء بالشيء، يقال: عدلت هذا بهذا إذا ساويته به (٣).
وقال النضر بن شميل: الباء في قوله: ﴿بِرَبِّهِمْ﴾ بمعنى عن (٤).

(١) ليست في (ت).
(٢) أخرجه الترمذي كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذِه الأمة (٢٦٤٢)، وأحمد في "مسنده" ٢/ ١٩٧ (٦٨٥٤) وابن حبان في "صحيحه" (١٨١٢) في "موارد الظمآن"، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٣٠ - ٣١ بأطول من هذا، كلهم من طريق عبد الله بن الديلمي، قال: سمعت عبد الله بن عمرو... فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. وصححه ابن حبان. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، قد تداوله الأئمة. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ١٩٣ - ١٩٤ وقال: رواه أحمد بإسناديْن، والبزار والطبراني، ورجال أحد إسناديْ أحمد ثقات.
(٣) انظر: "المصباح المنير" للفيومي ٢/ ٣٩٦. وذكر هذا القول البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ١٢٦ دون عزو لأحد، وبنحوه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٣. والنسفي في "مدارك التأويل" ١/ ٣١٢.
(٤) ذكره عن النضر: البغوي في "معالم التنزيل" (١٢٦١٣)، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٢.
وقال بعضهم: الباء بمعنى (من) في قوله: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين: ٢٨] ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٦] وجعل الباء بمعنى (من)؛ للتبعيض. أثبته الأصمعي والفارسي والقتيبي وابن مالك والكوفيون. =


الصفحة التالية
Icon