وأنشد قول طرفة [يصف سارقاً] (١):

فما رَقَد الوِلْدانُ حتّى رأيتُهُ عَلَى البَكْرِ يَمْرِيهِ بِسَاقٍ وحَافِرِ (٢)
فجعل الحافر موضع القدم.
وقرأ الحسن: (كُلَّ ذِي ظِفْر) مكسورة الظاء مسكنة الفاء (٣).
وقرأ أبو السمال: (ظِفِر) بكسر الظاء والفاء، وهي لغة (٤).
﴿وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا﴾ يعني: الثروب، وشحم الكليتين ﴿إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا﴾: ما عَلِقَ بالظهر والجنْب، أراد من داخل بطونهما ﴿أَوِ الْحَوَايَا﴾ يعني: المباعر ﴿أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ﴾: مثل شحم الألية ﴿ذَلِكَ﴾: التحريم ﴿جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ﴾: بظلمهم؛ (عقوبة لهم) (٥)، بقتلهم الأنبياء، وصدِّهم عن سبيل الله،
= ظفر، إلَّا أن هذا على قدره، وذاك على قدره، وليس هاهنا استعارة؛ ألا ترى أن كليهما يقص ويؤخذ منهما وكلاهما جنس واحد: عظم لين رخو. أصله من غذاء ينبت، فيقص، مثل ظفر الإنسان؟ وإنما سمي حافرًا؛ لأنه يحفر الأرض بوقعه عليها. وسمي مخلبًا، لأنه يخلب الطير برءوس تلك الإبر منها. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ١٢٥.
(١) من (ت)، ولعل (سارقا) تحريف من (طارقا)، كما يظهر من كلام الشراح، والله أعلم.
(٢) يصف الشاعر ضيفًا طارقًا أَسرع إِليه، فجعل له حافرًا. والبيت منسوب لجبيهاء الأسدي في "اللسان" ٤/ ٤٠٤ (حفر). "تاج العروس" ١١/ ٦٨ (حفر).
(٣) "مختصر شواذ القراءات" (٤١)، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٥٨٩.
(٤) "الدر المصون" ٣/ ٢٠٦.
(٥) في (ت): أي: بقتلهم.


الصفحة التالية
Icon