هو الداعي لآدم -عليه السلام- بعد السعادة التي سبقت له إلى التوبة والتواضع والتضرّع فأورثه المغفرة والاجتباء والهداية والتوبة، ومن جوهر النار الخفّة والطيش والحدّة والارتفاع والاضطراب، وذلك هو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار فأورثه الهلاك والعذاب واللعنة والشقاء.
والثاني: أنَّ الطين سبب جمع الأشياء والنار سبب تفريقها.
والثالث: أن الخبر ناطق بأن تراب الجنّة مسك أذفر ولم ينطق الخبر بأن في الجنة ناراً وفي النار تراباً.
والرابع: أن النار سبب العذاب، وهي عذاب الله لأعدائه وليس التراب سبباً للعذاب.
والخامس: أنَّ الطين مستغن عن النار، والنار (محتاج إليه، وهي) (١)، محتاجة إلى المكان ومكانها التراب. (٢)

(١) من (س).
(٢) أورد الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٣١ الوجه الأوّل، وقد استوعب القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ١٧١ جُلَّ هذِه الأقوال.


الصفحة التالية
Icon