قوله -عز وجل-: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا﴾ أي: لم يعيشوا ولم ينزلوا ولم يقيموا ولم ينعموا فيها، وأصله من قولهم غَنِيتُ بالمكان إذا أقمت به. والمَغَانِي المنازل، واحدها مَغْنَى (١).
قال لبيد:

وَغَنِيتُ سَبْتًا [قَبْلَ] مَجْرى دَاحِسٍ لَوْ كَانَ للنِّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ (٢)
وقال حاتم (٣):
غَنِيْنَا زَمَاناً بالتَّصَعْلُكِ وَالغِنَي فَكُلاًّ سقَانَاه بكأْسَيْهِما الدَّهْرُ
فَمَا زَادَنَا بَغْيَاً (٤) عَلَى ذِي قَرَابَةٍ غِنَانَا (٥) ولا أزْرى بأحْسَابِنَا الفَقْرُ (٦)
(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٥٩.
(٢) في الأصل: وقبل. بالواو وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر.
انظر: "ديوانه" (ص ١٨)، "جمهرة أشعار العرب" لأبي الحطاب القرشي ١/ ٢٠٦. قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيق "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٢٠٤: مجرى داحس، هو الخبر المشهور عن داحس والغبراء وإجرائهما، وكانت بسببه الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة، وقوله: سبتًا، أي: دهرًا.
(٣) في الأصل: أبو حاتم. وما أثبته من (ت)، وهو موافق لما في المصادر.
وهو: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي القحطاني، أبو عَدِي
(٤) في الأصل: نارا. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر.
(٥) في الأصل: عيانا. وما أثبته من (ت) وهو موافق لما في المصادر.
(٦) انظر: "زهر الآداب وثمر الألباب" للحصري ٣/ ٨٢٢، "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٤٥٥ (صعلك).


الصفحة التالية
Icon