قوله تعالى: ﴿سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ قال أهل المعاني: هذا كقول القائل لمن يخاطبه: سأُريك غدًا إلى ما يصير إليه حال مَنْ يخالف أمري، على وجه الوعيد والتهديد (١).
وقال مجاهد: ﴿سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ قال: مصيرهم في الآخرة (٢).
وقال الحسن: جهنم (٣)، وقال قتادة وغيره: سأُدخلكم الشام، فسأُريكم منازل الكافرين الذين هم سكانها من الجبابرة والعمالقة (٤).
وقال عطيّة العوفي: معناه سأُريكم دار فرعون وقومه وهي مصر (٥)، يدلّ عليه قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما-، وقسامة بن زهير: (سَأُوْرِثُكُمْ دار الفاسقين) (٦) (دار فرعون وقومه) (٧).
وقال أبو العالية رفعت لموسى -عليه السلام- مصر (وهي دار فرعون) (٨)، حتى نظر إليها (٩).

(١) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٥٩.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٥٩ عنه.
(٣) المصدر السابق عنه.
(٤) المصدر السابق عنه.
(٥) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٨٢ عنه.
(٦) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٤٥٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٢٨٢ كلاهما عنهما.
وهي قراءة شاذة. انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالَويْه (ص ٥١).
(٧) من (س).
(٨) من (س).
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٥/ ١٥٦٦ عن سعيد بن جبير.


الصفحة التالية
Icon