وأنشد (١):
إنّا وَجَدْنا خِلْفنا بِئْسَ الخَلَفْ... عَبْدًا إذا ما ناءَ بالحِمْلِ وَقَفْ (٢)
وقال محمد بن جرير الطبري: أكثر ما جاء في المدح بفتح اللام، وفي الذم بتسكينها وقد تحرك في الذم وتُسَكَّن في المدح، ومن ذلك قول حسان بن ثابت في المدح:
لَنَا القَدَمُ الأولى إلَيْك وَخَلْفُنَا... لأوّلنَا في طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ (٣)
قال: وأحسب أنّه إذا وجّه إلى الفساد، مأخوذ من قولهم: خَلْفَ اللبن، إذا حَمُض من طول تركه في السِّقاء حتَّى تَفَسَّد، ومن قولهم: خُلْف فم الصائم، إذا تغيرت رائحته وفسد، فكأن

(١) قال المبرد: وأنشدني الرياشي لأعرابي يذم رجلًا... وذكر البيت.
انظر: "الكامل في اللغة والأدب" للمبرد ٣/ ١٦٩.
(٢) البيت فيه اختلاف كثير بين المصادر، وجاء في "اللباب" لابن عادل الدمشقي ١٢/ ٤٠٤ كما بنحوه.
انظر: "الكامل في اللغة والأدب" للمبرد ٣/ ١٦٩، "تاج العروس" للزبيدي ١٢/ ١٨٦ (خلف).
(٣) من قصيدة له يبكي سعد بن معاذ في يوم بنى قريظة والشهداء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي كُتُبِ السِّيْر: في مِلَّةِ. بدل: في طاعة.
انظر: ديوانه (ص ١٤٨)، "السيرة النبوية" لا بن هشام ٢/ ٢٧١ "الروض الأنف" للسهيلي ٣/ ٢٩٣.


الصفحة التالية
Icon