ومنتاق كأنها ترمي بأولادها رميًا (١). قال النابغة:

لَمْ يُحْرَمُوا حُسنَ الغذَاءِ وأُمُّهُمْ دَحَقتْ عليْكَ بِنَاتِقٍ مِذْكَارِ (٢)
وقال بعضهم: هو في التحريك يقال: نتقني السير. أي: حَرَّكني، وفلان ينتق برجلِه ويركض إذا حرَّك برجله على الدابة لتعدو (٣). ﴿كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ﴾ قال عطاء: سقيفة (٤)، والظلة كل ما أظلك ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ﴾ نازل ﴿بِهِمْ خُذُوا﴾ أي: قلنا لهم خذوا ﴿مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ)﴾ فاعملوا به ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ وذلك حين أبوا أن يقبلوا أحكام التوراة، ويعملوا بما فيها لتغليظها، وكانت شريعة ثقيلة، فرفع الله عز وجل على رؤوسهم (٥) مقدار عسكرهم، وكان فرسخًا في فرسخ، وقيل لهم: إن قبلتموها بما فيها وإلا ليقعن عليكم.
وقال الحسن البصري: فلم انظروا للجبل خرَّ كل رجل ساجدا
(١) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١١٠.
(٢) ويروى: طفحت. بدل: دحقت. يقال: دَحقَت المرأَة بولدها دَحْقًا ولدت بعضَهم في إثر بعض.
والناتق: الكثيرة الولد، ومِذكار: تلد الذكور.
انظر: ديوانه (٥٠)، "المعاني الكبير" لابن قتيبة ٢/ ٩١٧، "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٩٥ (دحق)
(٣) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١١٠.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٩٧ عنه.
(٥) من (ت) و (س).


الصفحة التالية
Icon