قوله عز وجل: ﴿يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا﴾ قال أهل التفسير: في الآية تقديم وتأخير تقديرها يسألونك عنها كأنّك حفي بها. أي: بار بهم صديق لهم (١) قريب منهم، قاله ابن عباس - رضي الله عنه - وقتادة (٢).
وقال مجاهد والضحاك: كأنّك عالم بها (٣) ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
١٨٨ - قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا﴾ الآية
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: إن أهل مكة قالوا: يا محمد ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فنشتريه فنربح فيه، وبالأرض التي يريد أن يُجدب فنرتحل منها إلى ما قد أخصبت؟ فأنزل الله عز وجل ﴿قُلْ﴾ يا محمد ﴿لَا أَمْلِكُ﴾ لا أقدر ﴿لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا﴾ (٤) أي: اجتلاب نفع أو دفع ضر ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ أن أملكه وتمليكه إياي ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر﴾ يعني المال ولهيأت لسنة القحط ما يكفيها ﴿وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ أي: وما أصابني الضر والفقر.
وقال ابن جريج: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا﴾ يعني الهدى والضلالة ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ متى أموت ﴿لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر﴾

= التخريج:
لم أجده.
(١) من (ت) و (س).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٤٠ عنهما.
(٣) الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٤١ عنهما.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٣١٠ عنه.


الصفحة التالية
Icon