إن سليم خسفًا وجهه تربّدا... في فيلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشًا أخلفوك الموعدا... ونقضوا ميثاقك الموكدا
وزعموا أن لست تدعوا أحدا... وهم أذل وأقل عددا
هم بيّتونا بالحطيم هجّدا... وقتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله - ﷺ -: "لا نصرت إن لم أنصركم" وخرج وتجهز إلى مكة، وفتح الله عز وجل مكة، وهي سنة ثمان من الهجرة (١).
ثم لما خرج إلى غزاة تبوك وتخلّف من تخلف من المنافقين وأرجفوا الأراجيف، جعل المشركون ينقضون عهودهم، فأمره الله تعالى بإلقاء عهودهم إليهم ليأذنوا بالحرب، وذلك قوله عز وجل: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾ (٢) الآية.
فلما كانت سنة تسع؛ أراد رسول الله - ﷺ - الحج، ثم قال: إنه ربما (٣) يحضر المشركون فيطوفون عراة فلا أُحِب أن أحج حتى لا
(٢) الأنفال: ٥٨.
(٣) من (ت).