عَاودْ هَواكَ وإنْ مَعهُودُها (١) حَزنَا
..................................
أي وإن حزن معهودها. وقال آخر (٢):

أتجزعُ إنْ نَفسٌ أتَاها حِمامُها فهلّا التي عن بَين جَنبيكَ تدْفعُ! !
ومعنى الآية: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ الذين أمرتك بقتالهم وقتلهم ﴿اسْتَجَارَكَ﴾؛ أي استعاذ بك واستأمنك (٣) بعد انسلاخ الأشهر الحُرُم؛ ليسمع كلام الله ﴿فَأَجِرْهُ﴾: فأعذه وأمِّنه ﴿حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ فتقيم عليه حجّة الله وتبين له دين الله ﴿ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ فإن أسلم فقد نال عزّ الإِسلام وخير الدنيا والآخرة وصار رجلًا من المسلمين، وإن أبي أن يسلم فأبلغه مأمنه: دار قومه، فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾ دين الله وتوحيده.
(١) في (ت): معمودها، وفي حاشية الأصل: وفي نسخة: وإن معمورها خرب، أي وإن خرب معمورها.
(٢) هو زيد بن رزين، والبيت له في "جواهر الأدب" (ص ٣٥٢)، "شرح شواهد المغني" للسيوطي ١/ ٤٣٦، وبلا نسبة في "الجنى الداني" للمرادي (ص ٢٤٨)، "خزانة الأدب" للبغدادي ١٠/ ١٤٤، "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٨١، "همع الهوامع" للسيوطي ٢/ ٢٢.
(٣) قال السمين الحلبي في "عمدة الحفاظ" ١/ ٣٥٨ (جور): يقال: أجرت فلانًا؛ أي حميته ومنعته، واستجار بي؛ أي: استغاث بي واحتمى وامتنع. =


الصفحة التالية
Icon