للأنصار يدعى ابن أُرَيْقِط فأتاه بخبر القوم، وسبقت العير رسول الله - ﷺ -) (١). فنزل جبريل فقال: إن الله وعدكم إحدى الطائفتين إمّا العير وإمّا قريشا، وكان العير أحب إليهم. فاستشار النبيّ - ﷺ - أصحابه في طلب العير وحرب النفير. فقام أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: وأحسن. ثم قام عمر - رضي الله عنه - فقال وأحسن. ثمّ قام المقداد بن عمرو - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله - ﷺ - امض لما أمرك الله، ونحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ (٢) ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكم مقاتلون، فو الَّذي بعثك بالحق لو سرتَ بنا إلى بَرْك الغِمَاد (٣) -يعني مدينة الحبشة- لجالدنا معك مَنْ دُونه حتّى نبلغه! فقال له رسول الله - ﷺ - خيرًا، ودعا له بخير. ثمّ قال لهم رسول الله - ﷺ -: "أشيروا عليّ أيُّها الناس! " وإنّما يُريد الأنصار، وذلك أنّهم حين بايعوه بالعقبة فقالوا: يا رسول الله إنّا برآء من ذِمامك حتّى تصل إلى ديارنا، فإذا

(١) من (ت) و (س).
(٢) المائدة: ٢٤
(٣) بَرْكَ الغِمَادِ: برك بفتح الباء وكسرها، والغماد كذلك الغين. بَيَّنَ المصنف موضعها في المتن، وقال محمد حسن شُرَّاب في "المعالم الأثيرة" (ص ٤٧): ويبدو أنها أمكنة متعددة ينطبق عليها وصف واحد. أهـ. ونص عاتق بن غيث البلادي على أنَّه: موضع قديم معلوم على الساحل الشرقي للبحر الأحمر بين حَلْي وَالْقُنْفُذَة، جنوب مكة.
انظر: "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ٤١).


الصفحة التالية
Icon