وقرأ أهل الكوفة -غير أبي بكر- (يُضَل) بضم الياء وفتح الضاد (١) - وهي قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه - (٢)، واختيار أبي عبيد، لقوله تعالى: ﴿زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ﴾.
﴿يُحِلُّونَهُ﴾ يعني: النسيء ﴿عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا﴾ ليوافقوا (٣).
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ليشابهوا (٤) ﴿عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾ قال المُورِّج: هو أنهم لم يحلوا شهرًا من الحرم إلا حرّموا مكانه شهرا من الحلال، ولم يحرموا شهرًا من الحلال (٥) إلا حللوا (٦) مكانه

(١) "إرشاد المبتدي" (ص ٣٥٣)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٣٥٨، "العنوان" لابن خلف (ص ١٠٢)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٧٩.
(٢) انظر "إعراب القراءات" لابن خالويه ١/ ٢٤٨، "الحجة" للفارسي ٤/ ١٩٥.
وعزا السمين الحلبي في "الدر المصون" ٦/ ٤٧ لابن مسعود قراءة (يُضِلُّ) على البناء للفاعل.
(٣) قال الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٣٢: فإنه من قول القائل: واطأت فلانا على كذا، أواطئه مواطأة إذا وافقته عليه، معينًا له، غير مخالف عليه.
وفي "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٨٧٤): والمواطأة: الموافقة، وأصله أن يطأ الرجل برجله موطئ صاحبه.
وانظر أيضًا "غريب الحديث" لابن قتيبة (ص ١٨٦)، "غريب السجستاني" (ص ٣٩٢).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٣٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٧٩٥ من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.. به. قال الطبري: وذلك قريب المعنى مما بينا، وذلك أنه ما شابه الشيء فقد وافقه من الوجه الذي شابهه.
(٥) في (ت): الحلّ
(٦) في (ت): أحلوا.


الصفحة التالية
Icon