وعاصم إلَّا رياءً، وإن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي (١) عقيل، ولكنه أحبّ أن يذكُر نفسه ليُعْطى من الصدقة، فأنزل الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ﴾ (٢)، أي: يعيبون ويغتابون المطّوّعين المتبرعين من المُؤْمنين في الصدقات.
وقال النضر بن شميل: هو الطيب نفسه بالصدقة، يعني عبد الرَّحْمَن وعاصمًا - رضي الله عنهما -.
﴿وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ﴾ طاقتهم، يعني أَبا عقيل.
وقرأ عطاء والأعرج: جَهدهم بفتح الجيم وهما لغتان، مثل الوُجد والوَجد، والضمّ لغة أهل الحجاز، والفتح لغة أهل نجد (٣).
وكان (٤) الشعبي يُفرّقُ بينهما فيقول: الجَهد في العمل، والجُهد في القوت (٥).

(١) في الأصل: ابن، وهو تحريف، والتصويب من (ت).
(٢) سبب النزول هذا لفقه المصنف من عدة روايات ذكرها الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٩٤ - ١٩٦ وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٥٠، ١٨٥٢ عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والربيع بن أنس وغيرهم.
وانظره أَيضًا في "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٦٠)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٧٨ - ٧٩.
(٣) انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٩)، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٦٤، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٤٧، "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٤٦٢، "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٩٨.
(٤) في (ت): وقول.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٩٨ من طريق ابن إدريس، عن عيسى بن المغيرة، عن الشعبي.. به. =


الصفحة التالية
Icon