على قبره حتَّى قُبِض (١). فكُلِّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما فَعَلَ بعبد الله بن أبيّ، فقال رسول الله - ﷺ -: "وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله شيئًا (٢)، والله إنِّي كنت أرجو أن يسلم به أَلْف من قومه" (٣).
وذُكِر أن النَّبِيّ - ﷺ - أسرّ إلى حذيفة اثني عشر رجلًا من المنافقين، فقال: "ستة يكفيهم الله بالدبيلة سراجٌ من نار تأخذ أحدهم حتَّى تخرج (٤) إلى صدره، وستة يموتون موتًا". فسأل عمر حذيفة - رضي الله عنهما - عنهم، قال: ما أنا بمخبرك بأحد منهم ما كان حيًا، فقال عمر - رضي الله عنه -: يَا حذيف؛ أمنهم أنا؟ قال: لا، قال: أفي عُمّالي منهم أحد؟ قال: رجل واحد، قال: فكأنما دُلَّ عليه عمر - رضي الله عنه - حتَّى نَزَعَه من غير أن يُخبَره به.

(١) هذا من تتمة الحديث السابق.
(٢) من (ت).
(٣) هذا من تتمة مرسل قتادة السابق.
ذكره الحافظ في "الكافي الشاف" (ص ٧٩) وعزاه للطبري من رواية معمر، عن قتادة.
قال الخطابي في "أعلام الحديث" ٣/ ١٨٤٩: وقصده - ﷺ - الشفقة على من تعلّق بطرفٍ من الدّين، والتألف لابنه عبد الله ولقومه وعشيرته من الحزرج، وكان رئيسًا عليهم ومعظّمًا فهيم، فلو ترك الصلاة عليه قبل ورود النهي عنها لكان سُبَّة على ابنه، وعارًا على قومه، فاستعمل - ﷺ - أحسن الأمرين وأفضلهما في مبلغ الرأي وحق السياسة في الدعاء على الدين والتألف عليه إلى أن نُهي عنه فانتهى - ﷺ -. وانظر: "فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٣٣٦.
(٤) في (ت): تُجمع.


الصفحة التالية
Icon