- ﷺ -: "كن أبا خثيمة! " فإذا هو أبو خثيمة الأنصاري - رضي الله عنه -، (وهو الذي تصدق بصاع من (١) التمر فلَمَزَه المنافقون) (٢).
فلما قضى النبي - ﷺ - غزاة تبوك وقَفَلَ ودَنَا من المدينة، جعلتُ أتذكّر بمَ أخرج من سخط النبي - ﷺ -، وأستعين على ذلك كُلَّ ذي رأي من أهلي، حتى إذا قيل: إن النبي - ﷺ - مُصَبِّحكم بالغداة، زاح عني الباطل، وعرفت أن لا أنجو إلا بالصِّدق، فدخل النبي - ﷺ - (٣) وصلّى في المسجد ركعتين، وكان إذا جاء من سفر فعل ذلك، بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ثم جلس، فجعل يأتيه من تخلّف (٤) فيلحفون له، ويعتذرون إليه، فيستغفر لهم، ويقبل علانيتهم ويَكِلُ أسرارهم (٥) إلى الله تعالى، فدخلت المسجد فإذا هو جالس، فلما رآني تبسَّم تبسُّم المغضب، فجئت فجلست بين يديه، فقال: "ألم تكن ابتعت ظهرك؟ " قلت: بلى يا رسول الله!
قال: "فما خَلَّفَك؟ " قلت: والله لو أنَّ بين يدي أحدٍ من الناس غيرك جلست لخرجت (٦) من سخطه (٧) عليّ بعذر، ولقد أوتيتُ
(٢) ما بين القوسين ليس في المصنَّف.
(٣) في المصنف زيادة: ضحى.
(٤) في الأصل: من يحلف، والمثبت من (ت).
(٥) في المصنف: سرائرهم.
(٦) في الأصل: تحرّجت، والتصويب من (ت).
(٧) في (ت): من سخطته.