٧ - قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا﴾
يعني لا يخافون عقابنا، ولا يرجون ثوابنا، والرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع (١) ﴿وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ واختاروها وعملوا لها ﴿وَاطْمَأَنُّوا بِهَا﴾ وسكنوا إليها.
قال قتادة في هذِه الآية: إذا شئت رأيته صاحب دنيا، لها يفرح، ولها يحزن، ولها يرضى، ولها يسخط (٢).
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا﴾ أدلتنا ﴿غَافِلُونَ﴾ لا يعتبرون.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: عن آيتنا: محمَّد - ﷺ - والقرآن، غافلون: معرضون تاركون مكذبون (٣).
٨ - ﴿أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨)﴾
من الكفر والتكذيب (٤).
* * *

(١) اقتصر بعض المفسرين كأبي عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٢٧٥، والطبري في "جامع البيان" ١١/ ٨٧، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (ص ٥١٠) على تفسير الرجاء بالخوف وحده.
وانظر ما قاله ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ١٠٦ حولى هذا المعنى.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٨٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٢٨ من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.. به.
(٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٢٢، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ١٠.
(٤) عزاه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ١٠ لمقاتل.
وهو في "تفسيره" ٢/ ٢٢٧.


الصفحة التالية
Icon