يتكلمون به ولكن آخر ما قبله.
قال الحسن: بلغني أن رسول الله - ﷺ - قال حين قرأ هذِه الآية: "إن أهل الجنَّة يلهمون الحمد والتسبيح كما تلهمون أنفاسكم" (١).
فذلك قوله -عز وجل-: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا﴾ في الجنَّة ﴿سَلَامٌ﴾ يَحْيَى بعضهم بعضًا بالسلام وتأتيهم الملائكة من عند ربهم بالسلام.
﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٢).
قال ابن كيسان: يفتتحون كلامهم بالتوحيد، ويختمون كلامهم بالتحميد (٣).

(١) لم أقف عليه في مراسيل الحسن.
وقد أخرجه بمعناه أحمد في "المسند" ٣/ ٣١٦، ٣٦٤ (١٤٤٠١، ١٤٩٢٢)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (ص ٣١٥)، وهناد بن السري في "الزهد" ١/ ٧٣، ومسلم في الجنَّة، باب في صفة الجنَّة وأهلها (٢٨٣٥)، وأبو يعلى في "مسنده" ٣/ ٤١٨، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٦/ ٤٦٢، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١٣/ ١٩٧، والبغوي في "شرح السنّة" ١٥/ ٢١٢ كلهم من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "إن أهل الجنَّة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون" قالوا: فما بال الطَّعام؟ قال: "جُشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النَّفس". وهذا لفظ مسلم.
(٢) سقط هذا المقطع من الآية من الأصل في هذا الموضع، وأثبته من (ت).
(٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٢٣، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ١١، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٣٢.


الصفحة التالية
Icon