١٧ - قوله تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾
وزعم أن له شركاء أو صاحبة أو ولداً ﴿أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾ بمحمدٍ - ﷺ - والقرآن ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾ لا يأمن ولا ينجو المشركون.
١٨ - ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ﴾
إن عصوه ﴿وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾ إن أطاعوه، يعني الأصنام ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ﴾ لهم يا محمَّد ﴿أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ﴾ أتخبرون الله، قراءة العامة بالتشديد، وقرأ أبو السَّمَّال العدوي (١) (أتُنْبِئون) بالتخفيف (٢)، (وهما لغتان) (٣): نبَّأ يُنْبِيءُ تنبئةً وأنْبَأ ينبيء إنْبَاءً بمعنى واحد، جمعها قوله تعالى: ﴿قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴾ (٤).
﴿بِمَا لَا يَعْلَمُ﴾ الله حقيقته وصحته، ولا يكون ﴿فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾ ومعنى الآية: أتخبرون الله أن له شريكاً أو عنده شفيعاً بغير قِبَل إِذْنِه، ولا يعلم الله لنفسه شريكاً في السموات والأرض، ذلك لأنَّه لا شريك له؛ فلذلك لا يعلمه (٥)، نظيره قوله -عز وجل-: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ
(٢) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦١)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٣٨.
(٣) ما بين القوسين من (ت).
(٤) التحريم: ٣.
(٥) انظر: "البسيط" للواحدي (ل ٥/ ب).