قال ابن عباس (١) رضي الله عنهما: كان بين آدم ونوح عليهما السَّلام عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا على عهد نوح - عليه السَّلام -، فبعث الله -عز وجل- إليهم نوحًا - عليه السَّلام - (٢).
وقيل (٣): كانوا أمة واحدة مجتمعة على التوحيد يوم الميثاق (٤).
وقيل (٥): أهل سفينة نوح - عليه السَّلام -.
وقال أبو روق: كانوا أمة واحدة على ملّة الإسلام زمان نوح - عليه السَّلام -بعد الغرق (٦).
وقال عطاء: كانوا على دين واحد: الإسلام، من لدن إبراهيم - عليه السَّلام - إلى أن غيّر عمرو بن لحي (٧).
يدل على صحة هذِه التأويلات قراءة عبد الله - رضي الله عنه - (وما كان النَّاس

(١) في الأصل: قال.
(٢) أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٤٢ من طريق همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس.. بنحوه موقوفًا.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(٣) عزاه البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٢٤٤، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٢٢٩ لأبي بن كعب - رضي الله عنه -.
(٤) في (ت): والميثاق.
(٥) عزاه البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٢٤٣ للكلبي، ونحوه عند ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٢٢٩ عن مقاتل.
(٦) ذكره أبو اللَّيث السمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ٩٢.
(٧) ذكره الواحدي في "البسيط" (ل ٥/ ب)، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٢٤٣ بدون نسبة، وعزاه أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٣٩ لابن القشيري حكاية.


الصفحة التالية
Icon