وقال الحسن: فانتظروا مواعيد الشَّيطان، وكانوا من إبليس على موعد فيما يعدهم ويُمَنِّيهم، إنِّي معكم من المنتظرين لوعد ربي، فأنجز الله تعالى وعده ونصر عبده.
٢١ - قوله تعالى: ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ﴾
يعني الكفار (١) ﴿رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ﴾ أي راحة ورخاءً بعد شدةٍ وبلاء (٢).
وقيل: عنى به القطر بعد القحط (٣) ﴿إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا﴾.
قال مجاهد: استهزاء وتكذيب (٤).

(١) قاله ابن عباس وغيره كما في "البسيط" للواحدي (ل ٥/ ب).
(٢) انظر "جامع البيان" للطبري ١١/ ٩٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٣٢٣.
(٣) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٢٧ هكذا بغير نسبة، وذكر نحوه الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٤٢٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ١٨ عن الضَّحَّاك.
وكلا المعنيين ونحوهما مما تحتمله الآية داخل في معناها، لذا قال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ١١٢ والرحمة هنا بعد الضراء، كالمطر بعد القحط، والأمن بعد الخوف، والصحة بعد المرض، ونحو هذا مما لا ينحصر..
(٤) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٤٢ لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشَّيخ.
وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٩٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٣٨ من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.. به.


الصفحة التالية
Icon