وذلك أن الله تعالى يعلم ما فيه أهل الجنَّة من ذكر الذنوب، والهيبة لعلام الغيوب، فيبدؤهم بالسلام بسطًا لهم وتقريبًا وإيناسًا وترحيبًا.
قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: خرج علينا رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يومًا فقال: "إنِّي رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي، يقول أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلًا! فتكال: اسمع سَمِعَتْ أُذُنك، وأعقِل عَقَل قلبُك، إنَّما مَثَلُكَ ومَثَلُ أمَّتِكَ، كمثل مَلِكٍ اتخذ دارًا، ثم بنى فيها بيتًا، ثم جعل فيها مَأّدُبَة، ثم بعث رسولًا يدعوهم إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول، ومنهم من تركه، فالله الملك، والدار الإسلام، والبيت الجنَّة، وأنت يا محمَّد الرسول، من أجابك دخل الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنَّة أكل فيها" (١).

(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٤٦ وعزاه لابن جرير والحاكم وابن مردويه والبيهقيّ في الدلائل.
وقد أخرجه التِّرمذيُّ في الأمثال، باب ما جاء في مثل الله لعباده (٢٨٦٠)، والطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٠٤ من طريق اللَّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن جابر.. به.
ومن هذِه الطَّريق عمته البُخاريّ في "صحيحه" كما في "فتح الباري" ١٣/ ٢٥٦.
قال التِّرمذيُّ: هذا حديث مرسل، سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابر بن عبد الله. قلت: قد وصله الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٣٨ فرواه من طريق اللَّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي جعفر محمَّد بن علي بن الحسين، عن جابر.. به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.


الصفحة التالية
Icon